(أكتمل)
بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية
إيماناً بدور البحث العلمي في رصد الواقع في العالم الإسلامي وأهميته لتطوير الفكر الإسلامي والحضاري فيه، ولما كان وقف نهوض ومكتبة الإسكندرية مؤسسات غير ربحية تنحصر اهتماماتها المستخلصة من أغراضها في تطوير برامج التنمية البشرية ودراسات التنمية والفكر الإسلامي بمختلف مجالاتها ومتطلباتها، وانطلاقاً من أهداف الطرفين التي تجمعهم وبهدف المساهمة في تقديم إجابات مستقبلية للخريطة المعرفية للمسلمين والذي سيتم تمويله بواسطة التعاون المشترك بين الطرفين دخلوا بشراكة استراتيجية بحثية في مسائل الفكر النهضة الإسلامي، من خلال المشاريع التالية:
• مشروع إعادة نشر كتب النهضة ” سلسلة رواد النهضة “:
إن فكرة هذا المشروع الذي أطلق عليه “إعادة إصدار مختارات من التراث الإسلامي الحديث في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين/التاسع عشر والعشرين الميلاديين” قد نبعت من الرؤية التي تتبناها مكتبة الإسكندرية ووقف نهوض بشأن ضرورة المحافظة على التراث الفكري والعلمي في مختلف مجالات المعرفة، والمساهمة في نقل هذا التراث للأجيال المتعاقبة تأكيداً لأهمية التواصل بين أجيال الأمة عبر تاريخها الحضاري؛ إذ أن الإنتاج الثقافي – لا شك – تراكمي وإن التجديد الفعال لا يتم إلا مع التأصيل.
• مشروع قراءة تحليلية معاصرة في كتب النهضة:
تقوم فكرة هذا المشروع تحت عنوان “مشروع قراءة تحليلية معاصرة في مقدمات كتب النهضة”، تلك المقدمات التي سبق وان قام عدد من الباحثين المتميزين بوضعها وفق منهجية منضبطة، مع التأكيد على ضرورة أن تكون المقدمات التي سيتم صياغتها مستقبلاً لباقي الإصدارات في السلسلة متوائمة مع ما سبقها من مقدمات.
يأمل وقف نهوض أن تكون نتيجة تعاونه مع مكتبه الإسكندرية في هذا المجال، إنشاء مكتبة فكرية حديثة ومعاصرة تهتم بوضع خارطة معرفية بقراءة معاصرة لكتب النهضة في العصر الإسلامي الحديث، وإسقاطاتها على الواقع، دون الوقوع في فخ هيمنة منهج النقل والتكرار والتي شابت النتاج العلمي الإسلامي بعد قفل باب الاجتهاد.
يسعى المشروعين إلى تقديم وإبراز نماذج من الأدبيات التي تم صياغتها لمعالجة القضايا الإسلامية في عصر النهضة الإسلامية خلال القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين، والتي تمثل نواة اجتهاد لامس المنهج العلمي – بعيدا عن التقليد أو النقل أو التكرار – كما لامس الواقع المحيط بعملية الاجتهاد في تلك الفترة، وانتقل منه إلى استشراف مستقبل الأمة الإسلامية. ولقد ساعدت هذه الإصدارات في حينها على تحريك الساحة العلمية وتطويرها بناءً على المنهج الشرعي الاجتهادي.