وقع مدير مكتبة الإسكندرية الدكتور إسماعيل سراج الدين ورئيس مجلس أمناء وقف “نهوض” لدراسات التنمية في دولة الكويت الدكتور علي فهد الزميع، اتفاقية تعاون وشراكة استراتيجية بين مكتبة الإسكندرية ووقف “نهوض”.
وتضم الشراكة التعاون في مجال البحوث العلمية الخاصة بالفكر الإسلامي، والتي كان باكورتها مشروع “إعادة إصدار كتب التراث الإسلامي في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريَّيْنِ التاسع عشر والعشرين الميلاديين” الذي تقوم به مكتبة الإسكندرية.
وتهتم هذه الشراكة الاستراتيجية بإصدار خمسين عنوانا جديدا من سلسلة “في الفكر النهضوي الإسلامي” الصادرة عن المشروع، وتجميع ونشر الدراسات التقديمية لإصدارات سلسلة “في الفكر النهضوي الإسلامي” للتعريف بأعلام النهضة، وإجراء الدراسات المشتركة اللازمة نحو إقامة الموسوعة الألكترونية للمعارف الإسلامية وفكر النهضة، وإجراء الدراسات اللازمة لبحث قضايا الهُوية في العالم العربي والإسلامي من خلال عقد ورش عمل مشتركة.
تأتي هذه اتفاقية التعاون والشراكة الاستراتيجية بين مكتبة الأسكندرية ووقف “نهوض” انطلاقًا من إيمان الطرفين بدور البحث العلمي في رصد الواقع في العالم الإسلامي وأهميته لتطوير الفكر الاسلامي والحضاري ، وفي تقييم هذا الواقع، وتحديد الأهداف التنموية المنشودة للتخلص من السلبيات، ودعم الإيجابيات والمساهمة في حركة البحث التي تستهدف التطوير والتحديث ومعالجة المشكلات.
ويعد وقف “نهوض “لدراسات التنمية وقفًا عالميًّا يهدف إلى المساهمة في إجراء الأبحاث والدراسات المتعلقة بالقضايا العالمية التي تواجه المسلمين من الثقافات والمجتمعات المختلفة، وذلك بهدف دعم إصلاح الفكر الإسلامي كمنبر لجهود التنمية، وتوفير فرص للدارسين لإتمام مرحلة الدراسات العليا في برامج البحوث المتعلقة بمواضيع الدراسات الإنمائية المتصلة بالمسلمين والمجتمعات المسلمة، وتطوير الروابط المؤسسية والبحوث الطويلة الأجل المتعددة الثقافات والحفاظ عليها، والعمل على تنمية البرامج التدريسية والشراكات الهادفة إلى نقل المعرفة من المؤسسات البحثية المشهورة دوليا.
ويهدف مشروع “إعادة إصدار كتب التراث الإسلامي في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين، التاسع عشر والعشرين الميلاديين” إلى تقديم مختارات من تراث الفكر الإسلامي الحديث، والتعريف بأهم كتابات التجديد والنهضة وأعلامها في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين – التاسع عشر والعشرين الميلاديين.
ويتمثل السبب الرئيسي في اختيار هذه الفترة في وجود انطباع سائد غير صحيح بأن الإسهامات الكبيرة التي قام بها المفكرون والعلماء المسلمون قد توقفت عند فترات تاريخية قديمة ولم تتجاوزها.
ويسعى المشروع إلى تكوين مكتبة متكاملة ومتنوعة تضم هذه المختارات وإتاحتها ورقيا وإلكترونيا عبر الإنترنت، كما يهدف إلى الإسهام في تنقية صورة الإسلام من التشوهات التي تُلصق به من خلال ترجمة هذه المختارات إلى الإنجليزية والفرنسية في محاولة لسد الفجوة بين الغرب والعالم الإسلامي.
وقد أصدرت مكتبة الإسكندرية 22 كتابا على مجموعتين ضمن سلسلة “في الفكر النهضوي الإسلامي”.